قناة الفادى الفضائية

182ـ خدمة النفوس (5)

(12) معوقات الإيمان

1-   طفولة الإيمان.

2-   الإنغلاقية الروحية.

حلقة الاثنين 14/9/2015م

(تقديم: هدى)

(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (182) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي يا من أوصيت تلاميذك أن يكرزوا بالإنجيل للخليقة كله، لكي ينشروا خبر الخلاص للخطاة حتى ينقذوا من الهلاك الأبدي، وينالوا حياة فاضلة ملؤها الحب والسلام القلبي بقبول شخصك في حياتهم لتخلصهم وتعينهم وتحفظهم من الشر والخطية. أطلب من محبتك أن لا تحرم أحدا من البشر الذين خلقتهم بفيض من حبك، وعندما أخطأوا تقدمت بدافع من حبك الحب العجيب لتفتدينا وتكفر عن خطايانا، بلا مقابل، ياسيد لا تحرم أحدا من هذه النعم المجانية، بل أشرق بنور معرفتك في قلوبهم وأذهانهم ليلصوا آمين. [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.

أبونا: المراحل:                        

1ـ قبول المسيح.                

2ـ والثبات في الرب.            

3ـ النمو الروحي.

4ـ النضوج الروحي.

5ـ خدمة النفوس.

6ـ قيادة العمل الروحي.

(4) المضيفة: وصلنا إلى مرحلة خدمة النفوس، فهل يمكن أن تعيد لنا النقاط الرئيسية لخدمة الكرازة؟

أبونا: النقاط الرئيسية لخدمة الكرازة هي:

1- رؤية الكرازة.

2- مفهوم الكرازة.

3- هـدف الكرازة.

4- مسـتويات الكرازة.

5- تركيزات الكرازة.

6- مجالات الكرازة.

7- أسالـيـب الكرازة.

8- وجها الكرازة.

9- مـادة الكرازة.

10- ثمار الكرازة.

11- عوامل نجاح الكارزة.

12- معوقات الكرازة.

13- المتابعة الفردية.

14- التقييم والتصعيد.

(5) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا: موضوع الحلقة الماضية كان عن:

1- ثمار الكرازة.

2ـ عوامل نجاح الكرازة.

(6) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: معوقات الكرازة وهي:

1-   طفولة الإيمان.

2-   الإنغلاقية الروحية.

3-   الشعور بالنقص.

4-   الشعور باليأس.

5-   الضمير غير الصالح.

(7) المضيفة: هل يمكن أن تكلمنا عن طفولة الإيمان كمعوق من معوقات الكرازة؟

أبونا: المقصود بطفولة الإيمان، أو الطفولة الروحية، هو عدم النضج الروحى. وأوجه الشبه بين الطفل وبين المؤمن غير الناضج كثيرة منها:

1ـ الإحتياج إلى من يعتنى به.

2ـ التمركز حول الذات.

3ـ قصور التفكير.

(8) المضيفة: طفولة الخادم الروحية هي إحتياجه شخصيا إلى من يعتنى به هل يمكن أن تحدثنا عن ذلك؟

أبونا: (1) معنى ذلك أن الخادم نفسه لا يستطيع أن يقوم بشئ من ذاته، فمثلاً نراه يعتمد فى غذائه الروحي على الغير، وكأنه لا يستطيع أن يستخلص غذاءه من كلمة الله.

(2) فإن كان المؤمن يحتاج إلى من يعتنى به، فكيف يستطيع أن يعتنى بآخرين،

(3) أنها طفولة إيمان تعوقه عن القيام بالخدمة والكرازة لآخرين.

(9) المضيفة: وماذا عن المظهر الثاني للطفولة الروحية وهو التمركز حول الذات؟

أبونا: (1) الواقع أن الطفل المتمركز حول ذاته تراه يريد أن يمتلك كل شئ لنفسه،

(2) ويريد أن يلفت كل الأنظار لشخصه،

(3) فكيف يستطيع مثل هذا الإنسان أن ينكر نفسه ويحمل الصليب ويخدم الآخرين.

(10) المضيفة: قلت كذلك أن من مظاهر الطفولة الروحية القصور في التفكير هل يمكن أن توضح ذلك؟

أبونا: (1) يقول عن ذلك بولس الرسول: "لما كنت طفلاً كطفل كنت اتكلم، وكطفل كنت أفطن، وكطفل كنت أفتكر" (1كو13: 11)

(2) فكيف للقاصر فى التفكير أن يدرك خطة الله وفكر الله، ويحقق هدف الله؟

(3) ففي الحقيقة إن عدم النضوج الروحى يعطل المؤمن عن الخدمة والكرازة.

(11) المضيفة: كان هذا بخصوص الطفولة الروحية كمعطل للكرازة. فماذا عن المعطل الثاني وهوالإنغلاقية؟

أبونا: الإنغلاقية هى عدم الإنفتاح على الآخرين، وعدم القدرة على تكوين علاقات صداقة ومودة معهم، الأمر الذى يعوق المؤمن عن الخدمة والكرازة.

وترجع الإنغلاقية إلى أسباب عديدة منها:

1ـ الانطواء.

2ـ الفهم الخاطئ لمفهوم الاعتزال.

3ـ العنصرية الروحية.

(12) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن الانطواء كسبب من أسباب الانغلاقية التي تعطل خدمة الكرازة؟

أبونا: (1) بصراحة هناك بعض المؤمنين مصابون أصلاً بأمراض نفسية لم يفطنوا لها لمعالجتها،

(2) من هذه الأمراض، مرض الأنطواء النفسى،

(3) وهو عدم القدرة علي مواجهة الناس، والخوف من تكوين علاقات معهـم.

(4) لـذلك فالمنـطوي يفضل الانعزال والإنغلاق على نفسه,

(5) مـثل هذا الانسان لا يستطيع أن يخدم الأخرين.

(13) المضيفة: قلت أنه من أسباب الإنغلاقية أيضا الفهم الخاطئ لمفهوم الاعتزال، فملذا تقصد بذلك؟

أبونا: (1) الواقع أن الله دعانا للإعـتزال عن العـالم, إذ قال "أخرجوا من وسطهم واعتزلوا فأقبلكم يقول الرب" (2كو6: 17).

(2) وهو يعنى بهـذا عـدم الحيـاة على شاكلة أهل العالم كـقول الكتاب" لاتشكلوا هذا الدهر ... بل تغيروا عن شكلكم بتغير اذهانكم" (رو12: 2) . 

(3) وقد فهم البعض هذه الدعوة فهماً خاطئاً. فخلطوا بين مفهوم الإعتزال وبين مفهوم الإنعزال والإنفصال.

(4) فالإعتزال كما وضحنا هو عدم الإشتراك فى شرور العالم، أما الإنعزال والإنفصال فهو عدم التعامل مع الناس والإنزواء.

(5) والواقع أن الرب يسوع قد وضح القضية وفصل بين المفهومين فى صلاته الوداعية عندما قال للآب "لست أسأل أن تأخذهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير" (يو17: 15).

(6) بل أن الرب قد أرسل المؤمنين إلى العالم كملح يذوب فى المجتمعات فيملحها، إذ قال: "أنتم ملح الأرض". (مت5: 13)، كما أرسلهم أيضا كحملان وسط الذئاب قائلا: "أذهبوا .. ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب" (لو10: 3).

(7) فكيف ينعزل الخادم عن الناس؟ وكيف يخدمهم إذن؟

(14) المضيفة: قلت أيضا أن من أسباب الإنغلاق عن الناس العنصرية الروحية، فما معنى ذلك؟

أبونا: (1) المقصود بالعنصرية الروحية هو إعتبار المؤمنين أنفسهم أنهم من نوعية خاصة غير "باقى الناس الخاطئين الظالمين الزناة" كما قال الفريسي العنصري المتكبر. (لو18: 11).

(2) لذلك فهم يعيشون متقوقعين فى دائرة مغلقة، ولا تخرج علاقاتهم عن حيزهم الخاص، ومتى تعاملوا مع غير المؤمنين، كانت معاملاتهم كمن يتعامل مع قوم بُرْص، فيقتربون إليهم فى حذر وتحفظ وشئ من الإحتقار،

(3) وكأنهم يطبقون شريعة الأبرص التى تقول "والأبرص الذى فيه الضربة تكون ثيابه مشقوقة، ورأسه يكون مكشوفاً ويغطى شاربيه، وينادى نجس نجس، كل الأيام التى تكون الضربة فيه يكون نجساً إنه نجس .. يقيم وحده .. خارج المحلة يكون مقامه" (لا13: 45 و46).

(4) أما رب المجد فقد علمنا ان نخرج من هذا التقوقع، إذ كان يجالس العشارين ويؤاكلهم، ويقيم جسوراً معهم، ويبحث عن أرض مشتركة بينه وبينهم، حتى كان مستهدفاً للنقد من الفريسيين المتقوقعين بأنه: "محب للعشارين والخطاة" (مت11: 19).

(5) فهل نخرج من دائرتنا المغلقة والعنصرية المتعصبة لنذهب إلى العالم أجمع كما أوصانا السيد المسيح؟ (مر15: 16)؟

** لقد رأينا عاملين من عوامل معوقات الكرازة وهما: طفولة الإيمان والإنغلاقية، ولا يوجد وقت لمناقشة بقية المعطلات، فيمكن إرجاءها إلأي الحلقات القادمة بمشيئة الله..

(15) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.

المداخلات

أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.

ختام

(16) المضيفةة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.